تعلم مهارة الإقناع لتؤثر في الآخرين في حفظ القرآن

تروي في بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد، والرجل يزداد تمسكًا بمعطفه، وإصرارًا على ثباته وبقائه، حتى حلّ اليأس بالرياح، فكفّت عنه؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس، فتقدمت وبزغت، وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها، فما إن شاهدها حتى خلع معطفه مختارًا راضيًا...

في دورة أفكار إبداعية في حفظ القرآن الكريم أقوم بلعبة طريفة سميتها لعبة قطعة الحلوى مع بعض المتدربين على المسرح وعندما آتيه من خلفه وأقول له بشكل مفاجئ وقسري أفتح فمك افتح فمك نجده يندهش ويغلق فمه .

وهذه ردة فعل للدماغ لا بد أن ينظر بعينه ما الذي سيدخل على فمه ثم يقتنع بأنه مفيد ويفقتنع بأنه شيء طيب جميل عند ذلك يفتح فمه عن طواعية بل وبرغبة

إن القسر والإجبار والإكراه والمضايقة توجب المقاومة، وتورث النزاع، بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة، ويقودان إلى التغيير بسهولة ويسر ورضا.

إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء، وطريقة الأسوياء؛ وما التزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله.

والقرآن والسنة، وهما نبراس المسلمين ودستورهم، وفيهما كل خير ونفع، قد جاءا بما يعزز الإقناع، ويؤكد أثره؛ فآيات المحاجة والتفكر؛ كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه، وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه.

وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود؛ وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم؛ كل هذه النصوص ملأى بالدروس والعبر، التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ومن هنا ننطلق في رحلتنا مع مهارة الإقناع في حفظ القرآن

فلا ينبغي عليك أن تلزم الناس إلزاما بحفظ القرآن ولكن عليك أن تشوق دماغهم تشويقا

وهذا هو الفرق الذي يحدث الفرق في دوراتي والحمد لله

وإلى اللقاء في حلقة أخرى لا حقاً

دكتور يحيي الغوثانى

تعرف على بعض أسرار الدكتور يحيى في التدريب

س ـ كيف تبدأ مع الشخص قبل محاولة اقناعه بأمر ما ؟؟

1ـ جهز نفسك أنت كمدرب وكن في قمة القناعة بما تقول .
2ـ اختر المكان المناسب لبداية طرح أفكارك
3 ـ اختر الزمان المناسب .
4 ـ اختر الطريقة المناسبة .

ـ وأما أثناء عملية الإقناع فعليك التركيز على ما يلي :
1ـ اشرح فكرتك بإيجاز .
2ـ لا تتعجل النتائج انتبه للتدرج قليلا قليلا في طرح الأفكار .
3ـ اكتشف حاجتهم لحفظ القرآن والفت نظرهم إلى قيمة ذلك
4ـ دغدغ مشاعرهم ببعض القصص والنماذج المبهرة .

ـ وبعد أن تتيقن أن كلامك قد لامس شغاف القلوب وأن درجة الإقناع قد وصلت قمتها قم بما يلي :
1ـ لمح إلى بعض الشبهات والاعتراضات حول ضعف الذاكرة وادحضها بقوة .
2ـ تعرض لجميع القناعات السابقة حول صعوبة حفظ القرآن وضعف الذاكرة وانسفها بقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

3ـ أشرك الجمهور معك ببعض التمارين العملية التي تؤكد كلامك

فعادة أطلب منهم أن يحطموا الرقم القياسي في يوم واحد فيصل عدد الصفحات المحفوظة والحمد لله إلى 40 صفحة في يوم واحد
وهذا يعطي قناعة كبيرة جدا جدا عن بقية المتدربين

وللحديث بقية نتعرف من خلالها على الأسرار العميقة في الإقناع

» تقويم تعلم حفظ القرآن وتعليمه في الحلقات
» مهارة الحفظ عند الشناقطة؟
» مساعدة الآخرين تُعالج التوتر
» من تعلم رجل القران , ثم نسيه
» هل تعلم بأن الميت يعلم من اغسله !!!.