اخت المحبه عضوة ماسية
عدد المساهمات : 3700 تاريخ التسجيل : 07/02/2015 الموقع : شبكة العلياء القرآنية العمل : نشرالخير ومراجعة القران كم تحفظ : الحمد لله تعليقك : صاحبي القرآن اليوم يصاحبكِ غداً
جالسيه وفرغي له قلبكِ ووقتك ، يكن لكِ جليسًا وأنيسًا في القبر..
وشفيعًا يوم الحشر.
| موضوع: همم تعالت عن قمم الجبال ..هكذا كونوا أو لا تكونوا الأربعاء أبريل 15, 2015 7:15 am | |
| أنقل لكم اخواتي هذه القصص المسندة عن أناس تفانوا وصدقوا في طلب العلم فحازوا لذلك فلنحذوا حذوهم عل الله يوفقنا لننهل من العلوم الربانية مثلهم والله الموفق
1 يطلب العلم في عمر الثمانين بهمّة العشرين : جاء في ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب في ترجمة الإمام أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي البغدادي المقرئ الفقيه الأصولي الواعظ المتكلّم ذي العلوم والفنون أحد الأئمّة الأعلام في الإسلام ومن أفاضل العالم وأحد أذكياء بني آدم ( 431/513) رحمه الله: " ... أنّه كان يقول: إنّي لا يحلّ لي أن أضيع ساعة من عمري، حتّى إذا تعطّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا منطرح، فلا أنهض إلاّ وقد خطر لي ما أسطِّره، وإنّي لأجد من حرصي على العلم وأنا في عَشر الثّمانين أشدّ ممّا كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة. و أنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتّى أختار سفَّ الكعك وتحسِّيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفُّراً على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه ... " انظر (صفحات من صبر العلماء ) لـ :عبد الفتاح أبو غدّة .
قال تعليقا الأخ أبو ابراهيم أمّا هذه فهِمَّةٌ تتلاشى دونها الهمم، ويكفيك من العجب الذي فيها، أن يطيش عقلك حيرةً، إذ تجد نفسك تقول ـ وأنت لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة ـ في أقصى ما ضمّه صدرك من عمق، أيصدّق مثل هذا !؟ فتجيبك همّة القوم في شموخ ـ وهي لم تزل تكفي أهلها الإجابة ـ : أن نعم، وما تعجّب من تعجّب إلاّ لأنّه استصعب، وأنّى يفوز بالظَّفَر من رضي لنفسه العيشَ بين الحفر .
ما تطعَّمتُ لـذّةَ العيش حتّى صرتُ للبيت والكتاب جليسا ليس شيء أعـزّ من العلـم فـما أبتـغي سـواه أنيسـا إنّما الذّلّ في مـخالطة النّـا س فدعهم وعش عزيزاً رئيسا ثمّ من لم يصدِّق ذلك ـ تقولُ الهمّةُ ـ كيف سيكون حاله مع الخبر التَّالي :
2 يطلب علماً برأسه في يوم واحد !!! : جاء في ترجمة الإمام أبي بكر بن الأنباري النحوي، " أنّ جاريةً له سألته عن تفسير رؤيا، فقال لها : أنا حاقن، ثمّ مضى فلمّا كان الغد عاد وقد صار معبِّراً للرّؤيا، وذاك أنّه مضى من يومه، فدرس كتاب الكرمانيّ ـ في تعبير الرّؤيا ـ وجاء... " . انظر ترجمته في : تاريخ بغداد ( 3/181)، وإنباه الرّواة على أنباء النّحاة للقفطي ( 3/202)، ووفيات الأعيان لابن خلِّكان ( 1/503)، عن طريق ( صور من صبر العلماء) لـ : صلاح الدين محمود السعيد . قال تعقيبا الأخ أبو ابراهيم الخبر لا يحتاج إلى تعليق ألبتّة، ثمّ أيُّ صبرٍ هذا الذي يعيش به القوم، بل الصّبرُ لو مُكِّن لنطق، ولو كان عبداً لأبَق .
صَابَر الصّبرَ فاستغاث به الصّبرُ فقال الصّبور يا صبرُ صبرَا و كأنّي بلسانك أخيَّ قد انعقد ـ وحُقَّ لك ذلك ـ وأنت ترى نفسك أحياناً تعجز عن حلقةِ علمٍ تحضرها، أو صفحةٍ من كتابٍ تقرؤها، والقوم قد حصّلوا علماً برأسه في مقدارٍ من الزّمن تُمضيه أنت بين نومة صباحٍ وأُكلة ليلٍ، ولكن اسمع معي إلى همّة القوم تقصّ عليك خبرها :
دببت للمجد والسّاعون قد بلغوا جُهدَ النّفوس وألقَوا دونه الأُزُرَا
و كـابدوا المجدَ حتّى ملَّ أكثرُهم وعانقَ المجدَ من أوفى ومن صبرا ثمّ تنصحك وتقول :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجدَ حتّى تلعق الصَّبِرا
3 أبو يوسف وتفانيه في طلب العلم كان الإمام أبو يوسف رحمه الله شديد الملازمة لشيخه أبي حنيفة رحمه الله، لازم مجلسه بين العشرين و الثلاثين سنة،لم تفته فيها صلاة الغداة معه،و لا فارقه في فطر و لا أضحى، إلا من مرض، روى محمد بن قدامة قال: سمعت شجاع بن مخلد قال: سمعت أبا يوسف يقول: مات ابن لي، فلم أحضر جهازه و لا دفنه، و تركته على جيراني و أقربائي مخافة أن يفوتني من أبي حنيفة شيء لا تذهب حسرته عني " انظر(مناقب أبي حنيفة للإمام الموفق المكي 3/472 نقلا عن قيمة الزمن ص 31). قال أخي ابو ابراهيم إنّما يصل إلى هذه المراتب من وطّن نفسه الصبر و أسكنه حبة قلبه و ترك غيره للجوار،حتى صارت اللذات كلها لو جمعت لم تعن له شيئا في مقابل لذة الطلب، و قد قال أحدهم كاشفاً هذا المعنى بأجلى ممّا قلت ، و بأحلى ممّا سبكت :
سهري لتنقيـح العلوم ألـذ لي *** من وصل غانية و طيب عنـاقِ و صرير أقلامي على صفحـاتها *** أحلـى من الـدوكاء للعشاقِ وألـذ من نقـر الفتاة لـدفها *** نقري لألقي الرمـل عن أوراقي وتمايلي طربـا لحـل عـويصة *** في الدرس أشهى من مدامة ساقِ يا من يحـاول بالأمـاني رتبتـي***كـم بين مستفل وآخـر راقي أأبيت سهـران الدجى وتبيتـه *** نومـا و تبغي بـعد ذاك لحاقي
4أبو يوسف والعلم حال الاحتضار
روى القاضي إبراهيم بن الجراح الكوفي ـ و كان تلميذا لأبي يوسف ـ قال : " مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه،فلما أفاق قال لي:يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟قال:لابأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج. ثم قال: ياإبراهيم؛أيما أفضل في رمي الجمار ـ أي في مناسك الحج ـ أن يرميها راكبا أو ماشيا؟قلت:راكبا. قال: أخطأت،قلت: ماشيا: قال: أخطأت.قلت: قل فيها يرضى الله عنك. قال: أمّا ما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه ماشيا، وأمّا ما كان لا يوقف عنده؛فالأفضل أن يرميه راكبا. ثم قمت من عنده، فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه، و إذا هو قد مات رحمة الله عليه ".
5 ومن تلكم العبر ما روي عن الطبري رحمه الله قبل موته
فلقد روى المعافى بن زكريا عن بعض الثقات أنّه كان بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله قبل موته،و توفّي بعد ساعة أو أقلّ منها، فذكر له هذا دعاء مأثور عن جعفر بن محمد، فاستدعى محبرة و صحيفة فكتبه، فقيل له: أفي هذه الحال؟ فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات"(قيمة الزمن 44) وليعلم اخوتي أن ما كان من منحى أبي يوسف والطبري كان سبيلا لكثير من العلماء فيروى عن ابن مالك ـ إمام النحو ـ رحمه الله أنّه بلغ من اعتنائه بالعلم حرصه على حفظ عدّة أبيات ـ حدّها بعضهم بثمانية ـ في يوم موته، لقّنه إياها ابنه(قيمة الزمن71) أولئك أقوام شيّد الله فخرهم … فما فوقه فخر و إن عظم الفخر قال الأخ أبو ابراهيم
على المؤمن أن يتيقّن أنّ الأمة لا ينفعها طويل اللسان قصير الرأي، و لكن ينفعها حَضَنة العلم و عصبة الفهم و الحلم، ممّن هِجِّيراه في يومه و ليلته :" ربِّ زدني علما". والله الموفق والمعين وهو الهادي الى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد أبو سلمان الجزائرى
| |
|
اخت المحبه عضوة ماسية
عدد المساهمات : 3700 تاريخ التسجيل : 07/02/2015 الموقع : شبكة العلياء القرآنية العمل : نشرالخير ومراجعة القران كم تحفظ : الحمد لله تعليقك : صاحبي القرآن اليوم يصاحبكِ غداً
جالسيه وفرغي له قلبكِ ووقتك ، يكن لكِ جليسًا وأنيسًا في القبر..
وشفيعًا يوم الحشر.
| موضوع: رد: همم تعالت عن قمم الجبال ..هكذا كونوا أو لا تكونوا الأربعاء أبريل 15, 2015 7:18 am | |
| ومن أئمة الهدى التي فاقت هممهم حال مرضهم وانشغالهم همم مئات طلبة العلم حال تفرغهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
فقد نقل الإمام ابن القيم ـ رحمه لله ـ قوله : "وحدثني شيخنا _ ابن تيمية_: قال: ابتدأني مرض.. فقال لي الطبيب :إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض.. فقلت له: لا أصبر على ذلك.. وأنا أحاكمك إلى علمك.. أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض?!!.. فقال : بلى . فقلت له : فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة. فقال: هذا خارج عن علاجنا.." [روضة المحبين ص70]
فسبحان الله
| |
|
اخت المحبه عضوة ماسية
عدد المساهمات : 3700 تاريخ التسجيل : 07/02/2015 الموقع : شبكة العلياء القرآنية العمل : نشرالخير ومراجعة القران كم تحفظ : الحمد لله تعليقك : صاحبي القرآن اليوم يصاحبكِ غداً
جالسيه وفرغي له قلبكِ ووقتك ، يكن لكِ جليسًا وأنيسًا في القبر..
وشفيعًا يوم الحشر.
| موضوع: رد: همم تعالت عن قمم الجبال ..هكذا كونوا أو لا تكونوا الأربعاء أبريل 15, 2015 7:21 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد أسلط الضوء في هذه الصفحة على بعض الوقفات لأئمة من علماء الإسلام وقتها التاريخ كصور من طلب العلم عند علماء الأندلس
الفقيه والعالم والمؤرخ ( محمد بن فتوح المعروف ب الحُميدي الاندلسي ثم البغدادي تلميذ الامام ابن حزم الظاهري وتلميذ الحافظ الخطيب البغدادي المولود في الاندلس سنة 420 هجرية والمتوفي في بغداد سنة 488 هجرية . قال عنه الامير ابن ماكولا : لم ار مثل صديقنا الحُميدي في نزاهته وعفته وورعه , وتشاغله بالعلم , صنف ( تاريخ الاندلس )
وقال ابراهيم السلمسي : لم تر عيناي مثل الحُميدي في فضله ونبله , وغزارة علمه , وحرصه على نشر العلم . وقال يحيى ابن البناء : كان الحُميدي من اجتهاده : ينسخ بالليل في الحر , فكان يجلس في اجانة ماء – وهي اناء يغتسل فيه الثياب – يتبرد به . انتهى ورحم الله تعالى القائل : ولا خير فيمن عاقهُ الحرُ والبردُ .
فهذا نموذج رائع واليك النموذج الثاني الذي هو كما قال كما قال ابو غدة : هو من اعجب الاخبار واغربها ولنستمع الى احداثها , فقد وقعت لعالم اندلسي ممن رحلوا من الاندلس الى المشرق , وقد رحل العالم من الاندلس الى المشرق على قدميه , ليلقى اماما من ائمته فأخذ عنه العلم , ولكنه حين وصل وجده محبوسا ممنوعا عن الناس فتلطف وتحيل حتى لقيه فأخذ العلم عنه , بصورة لاتخطر على البال لولا وقوعها والتاريخ ابو العجائب والغرائب . ذلكم العالم هو – الامام ابو عبد الرحمن بقي ُ بن مخلد الاندلسي الحافظ – ولد سنة 201 هجرية وتوفي سنة 276 هجرية رحمه الله تعالى ,
ورحل الى بغداد – على قدميه وسنه نحو عشرين سنة – وكان جل ّّّّبغيته ملاقاة الامام احمد بن حنبل والاخذ عنه .حُكي عنه انه قال : لما قربت من بغداد اتصل بي خبر المحنة التي دارت على احمد بن حنبل , وأنه ممنوع من الاجتماع اليه والاسماع منه , فاغتممت بذلك غماً شديدا , فاحتللت الموضع , فلم اعرج علي شيء بعد انزال متاعي في بيت اكتريته في بعض الفنادق , أن اتيت المسجد الجامع الكبير , وانا اريد ان اجلس الى الحلق وأسمع ما يتذاكرونه .
فدُفِعتُ الى حلقة نبيلة , فاذا برجل يكشف عن الرجال , فيُضعف ويقوى , فقلت من هذا ؟ لمن كان قربي , فقال هذا يحيى بن معين , فرأيت فرجة قد انفرجت قربه فقمت اليه فقلت له : يا أبا زكريا رحمك الله , رجل غريب نائي الدار , أردت السؤال فلا تستخفني , فقال : قل , فسألته عن بعض من لقيت من اهل الحديث فبعضا زكى وبعضا جرح .
فسألته في اخر السؤال عن هشام بن عمار , وكنت قد اكثرت من الاخذ منه , فقال : ابو الوليد هشام بن عمار : صاحب صلاة دمشقي ثقة وفوق الثقة , لو كان تحت ردائه كبر او تقلد كبرا ما ضره لخيره وفضله
فصاح اهل الحلقة : يكفيك رحمة الله عليك , غيرك له سؤال . فقلت وانا واقف على قدمي : أكشفك ( بمعنى اسألك )عن رجل واحد : احمد بن حنيل ؟ فنظر الي يحيى بن معين كالمتعجب وقال لي : ومثلنا نحن يكشف عن احمد بن حنبل ؟ ان ذاك امام المسلمين وخيرهم وفاضلهم . ثم خرجت استدل على منزل احمد بن حنبل , فددلت عليه فقرعتُ بابه فخرج الي وفتح الباب , فنظر الى رجل لم يعرفه , فقلت: يا ابا عبدالله ,
رجل غريب الدار هذا اول دخولي هذا البلد , وانا طالب حديث ومقيد سنة – اي جامع سنة – ولم تكن رحلتي الا اليك , فقال لي : ادخل الاسطوان – يعني به الممر الى داخل الدار – ولا تقع عليك عين . فقال لي : واين موضعك ؟ قلت : المغرب الاقصى , فقال لي : افريقية ؟
فقلت ابعد من ذلك – اجوز من بلدي البحر الى افريقية – الاندلس , فقال : ان موضعك لبعيد , وما كان شيء احب الي من ان احسن عون مثلك على مطلبه , غير اني في حيني هذا ممتحن بما لعله قد بلغك , فقلت له : بلى قد بلغني وانا قريب من بلدك مقبل نحوك . فقلت : ابا عبدالله هذا اول دخولي , وانا مجهول العين عندكم فاذا اذنت لي ان اتي في كل يوم في زي السؤال , فاقول عند باب الدار ما يقولونه , فتخرج الى هذا الموضع ,
فلو لم تحدثني في كل يوم الا بحديث واحد لكان فيه كفاية , فقال : نعم , على شرط ان لاتظهر في الحلق ولا عند اصحاب الحديث , فقلت لك شرطك . فكنت اخذ منه عوداً بيدي , والف راسي بخرقة واجعل كاغدي – اي ورقي – ودواتي في كمي ,
ثم اتي بابه فأصيح : الاجر رحمكم الله . والسؤال هنالك كذلك فيخرج الي ويغلق باب الدار ويحدثني بالحديثين والثلاثة والاكثر , حتى اجتمع لي نحو من ثلاث مئة حديث . فالتزمت ذلك حتى مات الممتحن له , وولى بعده من كان على مذهب السنة فظهر احمد بن حنبل وسما ذكره , وعظم في عيون الناس وعلت امامته
وكانت تضرب اليه اباط الابل , فكان يعرف لي حق صبري . فكنت اذا اتيت حلقته فسح لي وادناني من نفسه ويقول لاصحاب الحديث : هذا يقع عليه اسم طالب العلم , ثم يقص عليهم قصتي معه فكان يناولني الحديث مناولة , ويقرؤه علي واقرؤه عليه . وتوفي بقي بن مخلد سنة 276 هجرية بالاندلس رحمه الله تعالى .
| |
|
اخت المحبه عضوة ماسية
عدد المساهمات : 3700 تاريخ التسجيل : 07/02/2015 الموقع : شبكة العلياء القرآنية العمل : نشرالخير ومراجعة القران كم تحفظ : الحمد لله تعليقك : صاحبي القرآن اليوم يصاحبكِ غداً
جالسيه وفرغي له قلبكِ ووقتك ، يكن لكِ جليسًا وأنيسًا في القبر..
وشفيعًا يوم الحشر.
| موضوع: رد: همم تعالت عن قمم الجبال ..هكذا كونوا أو لا تكونوا الأربعاء أبريل 15, 2015 7:23 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إليكم اخواتى إحدى الدرر من رحلات أحد أئمتنا وعلماء أمتنا
رحلة أبي حاتم الرازي في طلب العلم
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول : لما خرجنا من المدينة من عند داود الجعفري صرنا إلى الجار وركبنا البحر وكنا ثلاثة أنفس أبو زهير المروروذي شيخ وآخر نيسابوري فركبنا البحر وكانت الريح في وجوهنا فبقينا في البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا وفني ما كان معنا من الزاد وبقيت بقية فخرجنا إلى البر فجعلنا نمشي أياما على البر حتى فني ما كان
معنا من الزاد والماء فمشينا يوما وليلة لم يأكل أحد منا شيئا ولا شربنا واليوم الثاني كمثله واليوم الثالث كل يوم نمشي إلى الليل فإذا جاء المساء صلينا وألقينا بأنفسنا حيث كنا وقد ضعفت أبداننا من الجوع والعطش والعياء فلما أصبحنا اليوم الثالث جعلنا نمشي على قدر طاقتنا فسقط الشيخ مغشيا عليه فجئنا نحركه وهو لا يعقل فتركناه ومشينا أنا وصاحبي النيسابوري قدر فرسخ أو فرسخين فضعفت وسقطت مغشيا علي ومضى صاحبي وتركني فلم يزل هو يمشي إذ بصر من بعيد قوما قد قربوا سفينتهم من البر ونزلوا على بئر موسى صلى الله عليه وسلم فلما عاينهم لوح بثوبه إليهم فجاءوه معهم الماء في إداوة فسقوه وأخذوا بيده فقال لهم الحقوا رفيقين لي قد ألقوا بأنفسهم مغشيا عليهم فما شعرت ألا برجل يصب الماء على وجهي ففتحت عيني فقلت اسقني فصب من الماء في ركوة أو مشربة شيئا يسيرا فشربت ورجعت إلي نفسي ولم يروني ذلك القدر فقلت اسقني
فسقاني شيئا يسيرا وأخد بيدي فقلت ورائي شيخ ملقى قال قد ذهب إلى ذاك جماعة فاخذ بيدي وأنا امشي اجر رجلي ويسقيني
شيئا بعد شئ حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم وأتوا برفيقي الثالث الشيخ واحسنوا إلينا أهل السفينة فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها راية إلى واليهم وزودونا من الكعك والسويق والماء فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والسويق والكعك فجعلنا نمشي جياعا عطاشا على شط البحر حتى وقعنا إلى سلحفاة قد رمى به البحر مثل الترس فعمدنا إلى حجر كبير فضربنا على ظهر السلحفاة فانفلق ظهره وإذا فيها مثل صفرة البيض فأخذنا من بعض الأصداف الملقى على شط البحر فجعلنا نغترف من ذلك الأصفر فنتحساه حتى سكن عنا الجوع والعطش مررنا وتحملنا حتى دخلنا مدينة الراية وأوصلنا الكتاب إلى عاملهم فأنزلنا في داره وأحسن إلينا وكان يقدم إلينا كل يوم القرع ويقول لخادمه هاتي لهم باليقطين المبارك فيقدم إلينا من ذاك اليقطين مع الخبز أياما فقال واحد منا بالفارسية لا تدعوا باللحم المشؤوم وجعل يسمع الرجل صاحب الدار فقال أنا أحسن الفارسية فإن جدتي كانت هروية فأتانا بعد ذلك باللحم وزودنا إلى أن بلغنا مصر .
| |
|
اخت المحبه عضوة ماسية
عدد المساهمات : 3700 تاريخ التسجيل : 07/02/2015 الموقع : شبكة العلياء القرآنية العمل : نشرالخير ومراجعة القران كم تحفظ : الحمد لله تعليقك : صاحبي القرآن اليوم يصاحبكِ غداً
جالسيه وفرغي له قلبكِ ووقتك ، يكن لكِ جليسًا وأنيسًا في القبر..
وشفيعًا يوم الحشر.
| موضوع: رد: همم تعالت عن قمم الجبال ..هكذا كونوا أو لا تكونوا الأربعاء أبريل 15, 2015 7:25 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد من العلماء المعاصرين أصحاب الهمم العالية الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني ونذكر له حادثتين علامة على علو همته رحمه الله ونفع بعلمه:
الأولى : أنه أصيب في عينه أيامه الأولى في الشام ، وطلب منه الطبيب أن يمكث شهراً لا يعمل بمهنة الساعات ، و لا يقرأ شيئاً ! فمكث أياماً ، ثم أصابه الملل ، فطلب من بعض إخوانه أن ينسخ له من المكتبة الظاهرية في دمشق كتاب "ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا .
فنسخ الناسخ حتى وصل إلى مكان فيه ورقة ضائعة ، قطعت اتصال الكلام ، فلما أخبر الشيخ بذلك طلب إليه الشيخ أن يستمر بالنسخ .
فلما فرغ الناسخ وانتهت مدة العلاج ؛ ذهب الشيخ يبحث عن تلك الورقة الضائعة في المكتبة الظاهرية ، فظل الشيخ ينقب عن تلك الورقة ، فلم يجدها ، وفي تلك الأثناء كان يدون الأحاديث التي يقف عليها في المخطوطات ، حتى دوَّن أكثر من أربعين مجلداً من الأحاديث بخط يده !!
وكان عدد المخطوطات آنذلك حوالي عشرة آلاف مخطوطة !!
الثانية : وقد بلغت الهمة والجلَد في الشيخ رحمه الله أنه كان ينسى معهما الطعام والشراب ، فكان يأتي إلى مكتبة الظاهرية قبل موظفيها ، ويخرج بعدهم !!
ويأتيه أهله بطعام الإفطار ، فيظل على ما هو عليه إلى موعد الغداء ، فيؤخذ طعام الإفطار ويوضع طعام الغداء ! وهكذا مع العَشاء . وقد ظل الشيخ الإمام رحمه الله على هذه الهمة إلى أن توفاه الله ، فإذا كان يعجز عن البحث قرأ ، فإذا عجز عن القراءة قُرِأ عليه .
ومن رأى همة الشيخ ونشاطه قبل مرضه الأخير لم يفرق بين أول حياته وبين هذه الأيام . وإذا قيل للشيخ في رحلاته أن يرتاح ، قال : إن راحتي في الكلام والبيان !! لا في السكوت .
| |
|