الفتور مع القرآن

أحيانا تشعر أنك تخرج من مشكلة لتدخل في الأخرى، وتزداد الحياة تعقيدا في مسلسل كلما طالت فصوله ازدادت تعقيداته وتلبيساته، ولا تدري ما سر ذلك، وتسأل نفسك ما سر هذا الضيق وهذا التيه؟ وكيف المخرج من تلك الحفر؟ وأين يكمن الحل لكل تلك المشكلات التي تبدو لا نهاية لها ولا آخر؟

العلماء يؤكدون أن كل المشكلات التي تصيب الإنسان مصدرها الإنسان نفسه، فمستواه ودرجة فهمه، ودرجة هدوئه أو غضبه هم الذين يحددون موقفه من المشكلات، وهم أيضا الذين يحددون كيفية خروجه منها، وكيفية تعامله معها!

فقط من أراد الله به خيرا بصّره بأسباب الحالة التي يعانى منها، وأرشده إلى أن كشف الغم وتبديد الهم لا يكون إلا بمعالجة السبب الذي كان منه الداء، لكن ترى ما هذا الذي كان منه الداء؟ أترى أن الفتور مع القرآن والبعد عنه لأيام طويلة سبب كل تلك المعاناة؟

لماذا لا ألجا إلى القرآن ، فقد انشغلت عن تلاوته لفترة منذ انقضى رمضان ؟ لماذا لا يكون هذا البعد هو السبب فيما أنا فيه؟ لم لا، والقرآن الكريم ما نزل إلا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ وما نزل إلا ليعيد صياغة الإنسان من جديد، ويخرجه من وصف الإنسان العادي الخام إلى الإنسان المصنّع.

إنسان خام وإنسان مصنع؟

نعم فالإنسان الخام له قدرة أقل في التعامل مع طوارئ الحياة، مثل المواد الخام والمعادن، فتلك المعادن الخام عندما تصنع تغلو قيمتها أضعافا مضاعفة، وتتنوع استخداماتها، وتعلو كفاءتها في التعامل مع احتياجات الحياة ومتطلباتها، وكذلك الإنسان القرآني.

فالإنسان القرآني هو ذلك الإنسان المصنع الذي يشير إليه القرآن بألفاظ الصناعة حينما يقول لموسى عليه السلام {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}[طه:41]، {..وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:39] ، والإنسان في مفهوم القرآن يشمل كل البشر، لكن الإنسان القرآني هو الإنسان المصنع على عين الله، حيث هناك قيم جديدة دخلت في حياة هذا الإنسان فجعلته مختلفا عن بقية البشر، ولذلك تفوق قدرته قدرة البشر العاديين في تفادى كثير من المشكلات أو التغلب عليها!

ولذلك تتعقد حياة الإنسان القرآني إذا ما هجر القرآن أو فترت علاقته به لفترة من الزمن، تماما كما لو كانت قد فارقته الروح، فالقرآن يعطي الإنسان المسلم حياة جديدة، ولذلك سمى الله تعالى القرآن روحا، قال {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ..}[الشورى:52].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..}[الأنفال:24] ، فالقرآن يهب أهله حياة أخرى ومستوى آخر من الحياة، وهذا المستوى هو الذي يعطيه هذه الصفة المتميزة عن بقية الناس في تفادى المشكلات أو مواجهتها.

فالإنسان المتصل بالله يتميز بصفات تفوق الإنسان العادي لأسباب وردت صراحة في الحديث الشريف "ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها" وهو ما يؤكد أن قوى جديدة قد أضيفت حقا إلى قوة هذا الإنسان الطبيعي وجعلته يقف أمام العقبات والمشكلات تفوق غيره من البشر.

منقول للفائدة

علاج الفتور (( مميز جدا ))
http://ar.islamway.net/lesson/37186/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%B1

» علاج الفتور في معاهدة القرآن
» حفظ القرآن.. احذر الفتور والتفلت .
» أصابني الفتور بعد عمر من الالتزام!؟
» دورة أهل القرآن | طريقة حفظ القرآن في ستين يوما بطريقة الماضي القريب والماضي البعيد
» الفرح والسرور في علاج الفتور