المشاكل العشرة التي تسببها حالة اليأس والإحباط ... والحلول ؟؟

معاً نستضيء من كلمات شيخنا الدكتور يحيى الغوثاني ونستمد منها العون على مواصلة الدرب والطريق ....

يقول الدكتور يحيى الغوثاني :

هل أنت تمر بحالة من اليأس والإحباط هذه الأيام ؟

في الأسابيع الماضية قدّر لي عشرات من اللقاءات والاجتماعات مع أشخاص سوريين في ديار الغربة من شتى الطبقات صغاراً وكباراً كما قدر لي أن أزور عدداً من المستشفيات .... كما وصلني الكثير من الاستشارات النفسية على بريدي .... وبعد تأملي وجدت حالة من الإحباط واليأس يمكن ان تكون القاسم المشترك بين عدد غير قليل ممن قابلتهم ، فأردت في بعض منشوراتي تسليط الضوء على هذا الجانب ببعض الإضاءات لعل ذلك يكون مفيداً للجميع ... وسأميل إلى الاختصار
يؤكد العلماء الباحثون : أن اليأس والإحباط يولد مادة في الدماغ تؤثر على تواصل بقية أجزاء الجسم وتعطل وظائفه ....

ولذلك نرى حالات من العصبية والتأفف والنزق تظهر في تعاملات الناس مع بعضهم البعض ... وإذا تأملت في الأمر طويلا تدرك أن الأحداث التي تمر بها بلدنا سورية الحبيبة لها دور كبير .... كما أن تضارب الأخبار الصحيحة مع الإشاعات يحدث صراعاً مريراً .... وهذا يولد شعوراً مفعماً بالحزن مما يؤثر على النفس سلباً ، فيصبح المصاب دائم الحزن لا يستطيع التفاعل مع حالات الفرح والسعادة التي تمر به أحياناً ،

وبالتالي يكره مخالطة الناس ويصبح شخصية منعزلة منزوية يتخوف من أي إنسان حتى من أصدقائه السابقين ، وتغلب عليه حالة من الشك حتى في أقرب الناس إليه ..
وهذه الحالة ينتج عنها المشاكل التالية :

1 ـ الشعور بالتعب والإرهاق والإعياء
2 ـ الشعور بالقلق والضيق والضجر
3 ـ الوقوع في الأخطاء بسبب عدم تركيز الانتباه
4 ـ تراجع المستوى الدراسي عند الطلاب .
5 ـ الوقوع في حوادث السير بسبب عدم النوم الكافي .
6 ـ بالنسبة للنساء يعجل بشيخوختها المبكرة وظهور التجاعيد تحت عينيها
7 ـ الاضطرار إلى تناول الحبوب المهدئة أو المنومة بسبب الأرق
8 ـ اللجوء إلى المنبهات كالقهوة والتدخين وربما في بعض الحالات قد يصل إلى المخدرات ليهرب من واقعه
9 ـ الياس والقنوط من رحمة الله
10 ـ الشك في بعض السنن الربانية

هذه بعض كلمات في تشخيص الحالة والتي لاحظت أن الكثيرين قد أصيب بها من خلال العديد من الاستشارات التي تصلني ...
وفي الحلقة القادمة أذكر باختصار كيفية العلاج والتخلص من هذه المصيبة بإذن الله تعالى

مع شيخنا الدكتور يحيى ــ زاده الله علما ــ نقف وقفات نستمد منها الطمأنينة والركون إلى رب البريات ... نستغيث به ليفرج عنا ما نحن فيه من الكرب والملمات ...
يقول الدكتور يحيى الغوثاني :
سبع وقفات إيمانية للتخلص من الإحباط واليأس والقنوط من رحمة الله

لاشك أننا في هذه الأيام نعاني معاناة شديدة لا يعلم بها إلا الله تعالى مما يحدث في شامنا الحبيبة من تآمر وخذلان العالم لها .... ومع كل هذا فنحن بحاجة إلى بعض الوقفات التي نتزود من خلالها بقوة اليقين والثبات والتواصي على الحق والتواصي بالصبر ... وغليكم هذه الخطوات السبع كوصفة إيمانية مركزة :

1 ـ علينا أن نؤمن الإيمان القوي أن كل ما يحدث إنما هو قدر من أقدار الله تعالى
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف

2 ـ علينا أن نتيقن أن اليأس من رحمة الله محرم ومنهي عنه وهو من أهم أعمال الشيطان قال تعالى (.. فلا تكن من القانطين) وقال أيضا : (.. إِنه لا ييأس من روح الله إِلا القوم الكافرون) (يوسف: من الآية87).

3 ـ الحذر من الاعتراض على قضاء الله ولو في خواطرنا ، يقول سيدنا عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (لئن أضع جمرة في فمي حتى تنطفي، أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله تعالى: ليت الأمر لم يكن كذلك)

4 ـ الحذر من استعجال النتائج ... عندما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال بعض الناس : (ودع محمداً ربُّه وقلاه ( أي: تركه).. فأنزل الله عز وجل: (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى .. ألم يجدك يتيما فآوى؟!.. ووجدك ضالا فهدى؟!.. ووجدك عائلا فأغنى؟!..)... فتيقنوا أن الله يرانا وهو معنا ( إن كنا معه )

5 ـ الدنيا دار ابتلاء والله يبتلي المؤمنين بالكرب ومختلف أنواع الابتلاءات ولم يسلم منها حتى الأنبياء فها هو سيدنا إبراهيم يبتلى بذبح ولده إسماعيل عليهما السلام

6 ـ كثرة الذكر وعلى الأخص التسبيح قال تعالى : "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ ". وكثرة الاستغفار فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا.
وأكثروا من تكرار (لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم )

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

7-الاستعانة بالصبر والصلاة :لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ، إستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " . صلاة ركعتين في جوف الليل تفعلان مالا يفعله قاذف الهاون والآربيجيه

وأختم بقول الله سبحانه و تعالى :
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (157) البقرة .

» ‏أن يبلغ بك اليأس مبلغه،
» من الأمور التي تصد الحافظ عن القراءة
» الوسائل التي تروض النفس
» المسلمون يتساءلون - الدكتور محمد وهدان: حسن الظن بالله وعدم اليأس من رحمة الله
» الأوهام التي تعيقك عن حفظ القرآن