وفي أنفسكم أفلا تبصرون

الحمد لله خالق كل شئ جاعل كل شئ عنده بمقدار
يقال إن فتحة الحنجرة قد قدرت تقديرا دقيقا جدا
حيث لو إتسعت قليلا أكثر مما هي عليه لأختفى صوت الإنسان، ولو ضاقت قليلا أكثر مما هي عليه
لأصبح التنفس عسيرا، فإما أن يكون التنفس مريحا ويختفي الصوت أو أن يكون الصوت واضحا

ويصعب التنفس.صنع الله الذي أتقن كل شئ
ولو أن الرؤية زادت عن حدها الذي هي عليه
لأصبحت حياتنا جحيما،فإذا نظرت إلي كأس الماء الذي تشربه الآن وتراه صافيا عذبا فراتا رائقا

فلو أن قوة البصر زادت قليلا ودقت أكثر مما هي عليه لرأيت في هذا الكأس العجب فسوف تري الكائنات الحية والجراثيم بعدد لا يحصي أنك تشرب الماء عندها.
إنا كل شئ خلقناه بقدر
ولو أن قوة السمع إرتفع مستواها قليلا لما أمكنك أن تنام الليل لأن الأصوات كلها تتلقفها بل إن أصوات جهاز الهضم في معدتك وحده تكاد تكون كالمعمل الكبير.

إنا كل شئ خلقناه بقدر
ولو أن حاسة اللمس زادت لشعرت بالكهرباء الساخنة التي تحول حياتك جحيما لا يطاق.
إنا كل شئ خلقناه بقدر
لكن الله سبحانه وتعالى شق لنا السمع،وأنشأ الأبصار،والأفئدة،وخلق الحواس خلقا دقيقا فسبحانه جل في علاه.
وفي أنفسكم أفلا تبصرون

» أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها