القرآن غير مجرى حياتي وأدعو الله أن يمنحني الصحة من أجله

مبروكه عوابد صاحبة الخمسين سنة بدأت رحلتها مع القرآن على يد زميلة دراسة بعد أن إبتلاها ربها سبحانه وتعالى، حيث تعرضت لحادث مروري مميت فوجدت ضالتها مع كتاب الله في جمعية الإرشاد والإصلاح بحساني عبد الكريم.

هل لك أن تشرحي لنا مصيبتك التي ألمت بك وكيف تعايشت مع هذا الإبتلاء الإلهي؟

• تعرضت لحادث مرور مميت رفقة عائلتي وتلقيت ضربة على مستوى الرأس والرقبة، مما أدى إلى تضرر أحبالي الصوتية بشكل كبير وفقدت فيه أفراد من عائلتي وبقيت قرابة السنة وأنا أتابع طبيبة مختصة بالعاصمة، إلى أن أرسل لي الله عز وجل صديقة دراسة في الصغر حيث يعود الفضل لها، فعند إقتراب موعد تخرجها وختمها لكتاب الله شرعت الجمعية في عملية تسجيل دفعة جديدة وكنت من المحظوظين حيث تذكرتني وكانت لي دافعا قويا ليومنا هذا.

وأتذكر جيدا أول ملاحظة قدمتها لي معلمتي بعد دخولي للحفظ "هل أنت تقومين بتحفيظ القرآن؟"، نظرا للحالة الصحية التي كان عليها صوتي، إلا أنه مع مرور الوقت أخذ صوتي يتحسن شيئا فشيئا لدرجة ذهول الطبيبة المختصة التي تتابع حالتي وإنبهرت بالتحسن الكبير الذي طرأ عليه بفعل القرآن الكريم. سيما مع تفرغي كامل الوقت للحفظ والقراءة والعرض بحكم وفاة زوجي وعدم وجود أولاد صغار فخصصت جل وقتي للقرآن. وأعتبر نفسي محظوظة مقارنة مع زميلاتي سيما وأن القرآن الكريم يستلزم التفرغ، فكل تفكيري أصبح حول الثمن كان صعب الحفظ، كيف أحفظه...إلخ، فكلام الله ملأ لي وقت فراغي وأصبح هو شغلي الشاغل، أنام وأستيقظ عليه. وأصبحت اليوم أدعو الله عز وجل أن يعطيني صحتي من أجل القرآن. والحمد لله رب العالمين كونه عوضني به عن الزوج، الأولاد والصحة. وقد جاءني في الوقت المناسب.

• كيف كنت تحفظين؟

• في البداية كانوا يتعاملون مع حالتي الصحية بحذر شديد ويرفضون أن أقوم بعملية العرض مثل باقي الزميلات بشكل عادي، ومع مرور الوقت فالحمد لله أصبحت أحفظ وأعرض مثلهن، فالقرآن الكريم شفاني نفسيا وعضويا، لدرجة أنني أصبحت أقول لمن هم حولي بأن الله كتب لي عمرا جديدا لأقوم بحفظ كتابه الكريم وهذه نعمة أحمده عليا منه لي بها من دون كل الناس. خاصة وأنني كنت أتوق للدخول لمدرسة قرآنية منذ مدة وبعد أن أصابتني أكثر من مصيبة في نفس السنة حيث توفي زوجي وبعدها تعرضت لحادث مرور مميت وفقدت فيه أعزاء، لم أجد ملتجأ آخر غير كتاب الله عز وجلا.

• ماذا تنوين مستقبلا بعد تمكنت من الختم؟

• للأسف فبحكم صحتي لا يمكنني أن أدرس لكنني على إستعداد تام لمساعدة الأستاذات من الفينة لأخرى أما عملية التدريس فهي مسؤولية كبيرة وأنا لا أستطيع أن أقوم بها نظرا لوضعي الصحي فأنا الوحيدة التي نجحت عمليتي من بين جميع الذين دخلوا لغرفة العمليات ، لكن يمكنني أن أتابع فوجا ما في عملية التثبيت مثلا، أو في حالة غياب إحداهن أقوم بتعويضها، فالقرآن الكريم غير مجرى حياتي تماما، لدرجة ذهول الطب أمامها. حيث بقيت مدة عام كاملا بعد خضوعي للعملية دون تحسن يذكر. وهذا ما جعلني اليوم أتحسر على سنين عمري التي مرت من دون القرآن أو ذكر الله. ولو أجد كيف أرجع الزمان لأرجعه من دون أدنى تردد. خاصة مع الظروف الملائمة جدا للحفظ والختم في بلدتنا الطيبة.

منقول للاستفادة

» ''القرآن غيَّر مجرى حياتي وهدفي ختمه''
» نعيمة بروزي: القرآن غير مجرى حياتي ومنحني الهدوء والاتزان النفسي فلم أعد بحاجة إلى الدواء
» آيات غيرت مجرى حياتي, ومنحتني القوة و الرضا و السعادة !!
» تفريغ محاضرة ( حياتي مع القرآن ) للدكتور عبد الله بصفر
» حياتي مع القرآن : رميسة زيتوني - حافظة لكتاب الله