تغيرت حياتي 360 درجة بحفظ كتاب الله ، تجربة مريرة

حبيت انقل لكم هذه القصة لاجل حماس

لا أدري من أين أبدأ بعد الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم

سأترك قلبي يتكلم عني لعل كلامه يجد قلوبا صاغية

أنا إنسانية كنت أحسب نفسي وئدت قبل أن أولد، لما عانيته في حياتي من مصاعب متنوعة ، ما لم يخطر على بال بشر لكن الحمد لله لم تتأثر ثقتي بالله يوما ولو تأثرا بسيطا، فعندما كنت أعجز عن تفسير ما يدور حولي ألجأ إلى الله تعالى وكلي يقين أن الجواب سيأتيني في يوم ما............." كم أتمنى أن أحكي تجربتي منذ الولادة"....

باختصار قبل دخولي لأكاديمية حفاظ الوحيين كنت مصابة بورم في الدماغ، لم يكن خبيثا إلا أن الألم كان فظيعا، رغم العلاج المستمتر والمنتظم لم يسجل تحسن لمدة أربع سنوات.

لكن بداخلي والله العظيم صدقوني كنت متيقنة أن الله ما ابتلاني بالمرض إلا ليهبني شيئا ساميا وعظيما، ما أمرضني إلا ليشفيني سبحانه وتعالى من أمراض لا أشعر بألمها.

آخر مرة زرت الطبيب قررت أن أحفظ القرآن.... في البداية لم يكن ذلك بنية الشفاء بل بنية أن أحفظه قبل أن أموت لأني بدأت أشعر بقرب النهاية. بدأت الحفظ لوحدي كنت أجتهد أحيانا وتفتر همتي أحيانا أخرى لاعتقادي أن إجهاد عقلي بالحفظ قد يزيد من حدة المرض .و باختصار لم أتجاوز بعض أجزاء متفرقة كنت أحمد الله ليل نهار عليها.

كانت فرحتي لا تضاهيها فرحة بمجرد قبولي لدخول دورة التجويد التي كان لها دورها أيضا في التغيير فالتحديات التي كانت تعلنها مشرفتنا الغالية حاملة المسك جزاها الله كل خير كانت تجعلنا نكتشف القدرات التي منحنا الله تعالى قبل أن ندخل دورة تغيير العقل، حفظت البقرة خلال 16 ساعة وبدون أخطاء الحمد لله من علي بهذا. شعوري كان لا يوصف وفرحتي كبيرة بختم البقرة شعرت بماء دافيء يصب على رأسي وأحسست بأن ثقلا (كنت أشعر به) انزاح من عليه.

ومن أول يوم في الدورة بدأ التغيير بالنسبة لي فأول ما قال الشيخ الربيعي جزاه الله ألف خير أن العقل يستطيع أن يدخل كما هائلا من المعلومات بالثانية.... إن لم نعطه المعلومات التي نريده أن يخزنها فهو يبحث عن معلومات يدخلها.....

فحري بنا أن نملأه بأشياء مفيدة. هذه المعلومة الحمد لله غيرت فكرتي وظني أني أرهق عقلي بالحفظ.... فانطلقت انطلاقة لم يكن أحد ليثنيني عن هدفي وهو الحفظ بأسرع وقت وبإثقان، هجم علي النوم أول يوم نمت ما يناهز 16 ساعة خفت بعدها أن يضيع مني الوقت فلجأت إلى الله ثانية أطلبه وكلي يقين أن يبعد عني الشيطان واستعنت بمشرفتي الحبيبة طموح لا ينثني التي أشكرها من أعمق أعماق قلبي لأنها شجعتني كثيرا بكلماتها الرقيقة وطلبت مني أن أتغلب على النوم بالوضوء الكثير وقالت لي أنه منبه عجيب وطلبت مني أيضا أن أتحرك كثيرا وأنا أحفظ وأستعين بالصلاة والاستغفار وسرعة الحركة والسرعة في عمل كل شيء.

مر يوم آخر لم أحفظ سوى من آل عمران إلى الرعد، لكن بداخلي كنت أشعر أن لا زالت لدي طاقة لم تفجر بعد ... لم أكن راضية على نفسي، كنت أقول بما تفوقني عاليات الهمة اللواتي تحفظن في يومين أو ثلاث أيام ، الله خلقنا متشابهين لنا نفس العقل إذن ربما هن يبذلن جهدا أكبر مني

فالحمد لله يقيني بالله كان كبيرا وثقتي كانت عمياء
إذن لما لا أضاعف مجهوداتي اليوم الموالي ولن أترك غيري يسبقني إلى الله.

فالبركان ثار عندما قرأت الآية التالية في سورة طه

بسم الله الرحمان الرحيم (قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى)
ما أجمل العجلة إلى الله،
تخيلوا أننا مسافرين إلى إنسان نحبه ستهون مشاق الطريق أليس كذلك؟ فما بالكم بالسفر إلى الرحيم الكريم الذي إذا أعطى أدهش والذي يقرب لنا المسافات ويسهل علينا الصعاب ويجازينا على كل خطوة نخطوها في الطريق إليه أحسن جزاء.

في اليوم الثالث عزمت على الختم بإذن الله توكلت عليه تبارك وتعالى وبدأت الحفظ مباشرة بعد انتهاء درس الشيخ جزاه الله خيرا.... قررت ألا أنام قبل الختم توضأت صليت ركعتين وبدأت وفي تلك الليلة بفضل الله وكرمه حفظت سبعة عشر جزءا، كنت أحفظ الوجه في ثلاث دقائق تقريبا مع العلم أني قبل الدورة كان يأخذ مني أكثر من 15 دقيقة. حاولت التركيز أكثر على القرآن ولا شيء غير القرآن بحيث بعض الأوجه التي تحكي القصص حفظتها من أول نظرة.

عندما اتصلت بمشرفتي لأسمع لها سألتني أين وصلت فخفت أن أقول لها أني ختمت لأن الكمية كانت كبيرة وخشيت أن لا أتذكر كل شيء لكنها أصرت فقلت لها هيا نسمع وعندما نصل إلى السورة التي وقفت عندها أخبرك فأصرت فقلت الناس ، فجلست جزاها الله تسمع لي من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الساعة التاسعة ليلا والحمد لله الخوف تبدد بعد أن سمعت لها

بعض السور ولم أخطيء آنذاك تيقنت أن من يقول أن الحفظ السريع لا يثبت مخطيء. فالدموع التي درفتها وأنا أسمع لمشرفتي مثل حلاوتها لم أذق دون أن أتكلم عن فرحة الختم وحلاوتها......... فبختمي شعرت أني ولدت من جديد ويا لها من ولادة فالحمد لله القادر على كل شيء والذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.

والمفاجأة العظيمة أني بعد أيام قليلة من الختم عملت تحليلا لأطمئن على الورم فصدمتي كانت قوية عندما قال لي الطبيب تم شفائك بنسبة 99 بالمائة يا الله ما أعظم هذا الخبر وأنا التي كنت أطمع بتحسن بنسبة واحد بالمائة فرحتي لم تكن بالشفاء لكني فرحت بيقيني بالله سبحان الله فلا تقنطوا من رحمة الله كل ما يكتبه لنا فهو رحمة بنا ورأفة بنا نحن الضعفاء الفقراء.

الحمد لله بعد دورة تغيير العقل تغيرت حياتي كلها ليس فقط الحفظ في كل المجالات أشعر أني إنسانة ثانية تغيرت نظرتي للحياة وكل ما فيها تغييرا إيجابيا الحمد لله.

أسألكم الدعاء وأتمنى أن لا يحرم الله أحدا من حلاوة ختم كتابه وأطلب الله أن يجعلنا من العاملين بالقرآن.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

» القرآن غير مجرى حياتي وأدعو الله أن يمنحني الصحة من أجله
» تجربتي الناجحة -بفضل الله تعالى- في حفظي للقرآن[ تجربة تستحق القراءة ]
» حياتي مع القرآن : رميسة زيتوني - حافظة لكتاب الله
» تفريغ محاضرة ( حياتي مع القرآن ) للدكتور عبد الله بصفر
» كيف أحفظ القرآن ؟ (خلاصة تجارب حياتي) _ (أساسيات الطريق إلي الله)